هجوم شرطة الاحتلال على مشيعي شيرين أبو عاقلة يثير موجة من الغضب
تجمع الآلاف في القدس الشرقية المحتلة في يوم الجمعة لحضور جنازة صحفية الجزيرةشيرين أبو عاقله، وذلك بعد يومين من مقتلها برصاص القوات الإسرائيليةأثناء تغطيتها غارة في الضفة الغربية المحتلة،حيث قامت القوات الإسرائيلية بشن هجمات على المشيعين، مما أدى إلى إدانة دولية واسعة، فقد وصفت الأمم المتحدة والولايات المتحدة هذه الهجمات بأنها “مقلقة للغاية”،مع أن الولايات المتحدة لم تصرح بإدانتها لأعمال العنف هذه.
عندما غادرت جثتها مستشفى سانت جوزيف، شنت الشرطة الإسرائيلية هجمات على موكب الجنازة، كادت تجبر حاملي النعش على إلقائه أرضا. استولت القوات الإسرائيلية على الأعلام الفلسطينية من المشيعين ثم حطمت لاحقا نافذة التابوت، الذييحمل جثة أبو عقله،وأزال العلم الفلسطيني.
وقال الهلال الأحمر في القدس إن 33 شخصا أصيبوا في الهجمات، وإن ستة منهم نُقلوا إلى المستشفى. وقالت السلطات الإسرائيلية إن ستة أشخاص اعتقلوا بعد أن رمى المشيعون بالحجارة وقِطعٍ من الزجاج.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه “آسف جدا” على وقوع أمثال أعمال العنف هذه. وقال الاتحاد الأوروبي إنه “مندهش جدا من الأعمال التعسفية التي حصلت في مجمع مستشفى سانت جوزيف، ومستوى القوة غير الضرورية التي مارستها الشرطة الإسرائيلية خلال موكب الجنازة”.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكين “إن الولايات المتحدة منزعجة للغاية لرؤية المشهد المروعللشرطة الإسرائيلية التي تدخلت حتى في موكب جنازة، فإن كل عائلة لها الحق في أن تكون حرة وقادرة على وضع أحبائها للراحةالأبدية بطريقة كريمة آمنة ودون عوائق”. وقد وصفت السكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض جين ساكي المشاهد بأنها “مقلقة للغاية”، مضيفة: “كان من الواجب أن يتم إحياء ذكرى الصحفية الرائعة التي فقدت حياتها بكل أمن وسلام، ولكن نأسف لاقتحام ما كان ينبغي أن يكون مسيرة سلمية.”
ومن الحيرة والدهشة أنه عندما سأل الصحفيون الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق عما إذا كان يدين الأعمال الإسرائيلية في الجنازة بشكل صريح، فأجاب قائلا: “لا أعرف كل التفاصيل، وأريد أنه يجب التحقيق في الأمر.
وقالت مؤسسة رئيس أساقفة جنوب إفريقيا الراحل ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام، إن مشاهد اعتداء الشرطة الإسرائيلية على حاملي النعش كانت تذكرنا بشكل مخيف بما حدث خلال جنازات نشطاء مناهضين للفصل العنصري.
وجاءفي بيان لقناة الجزيرة أن هجوم قوات الاحتلال على موكب الجنازة “ينتهك جميع الأعراف والحقوق الدولية، وأن القناة تدين هذا العنف بأشد العبارات، ولنتتراجع عن نقلحقيقة مثل هذا العنف، كما أنها تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة وأمن جميع المشيعين وعائلة الزميلة شيرين.
وقد أيدت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الدعوات لإجراء تحقيق كامل في مقتل أبو عاقلة. وقال صالح حجازي نائب المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، لقناة الجزيرة:”إن الهجوميتطابق مع سياسات وممارسات الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. ومما يُظهر سجل التحقيقات الإسرائيلية أنه عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، لا توجد أي رغبةفي التحقيق في انتهاكات الجرائم”.
وقد رفضت السلطة الفلسطينية الدعوات الإسرائيلية لإجراء تحقيق مشترك، واصفة إسرائيل بـ “سلطة احتلال.
وقالت ديانا بوتو محامية حقوق الإنسان، لقناة الجزيرة في الجنازة:”إن أبو عاقلة كانتتتمتع باحترام الفلسطينيين على نطاق واسع بسبب تغطيتها للحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأن العنف الإسرائيلي ضد المعزين قد أبدى تأثيرها بشكل واضح”، وأضافت أنه “أحبها الكثير من الناس واستمروا في حبها بسبب حبها لفلسطين، وقوتها في تغطية الأحداث بكل شجاعة”، وأردفت قائلة: “الناس على علمبأن ما تفعله إسرائيل هو في الواقع جريمة حرب. كانت أبو عاقلة تهتم بكيفيةتأثير الاحتلال على الحياة، وتقول للناس ما يعنيه الاحتلال على المستوى الشخصي. لقد أحبت الناس بصدق،إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أغضبته كثيرا.